5.28.2012

110


إذا كان الفرنسيون الذين قاموا بالثورة أقّل إيماناً منّا لجهة الدين، فلقد تميّزوا على الأقلّ بأيمانٍ مثيرٍ للإعجاب ينقصنا اليوم: إذ كانوا يؤمنون بأنفسهم. لم يكونوا يشكّون بقدرتهم على النهج نحو الكمال وبقوّة الإنسان؛ كانوا يتحمّسون لتمجيده عن طيبة خاطر، ويعتقدون بفضائله. كانوا يضعون ثقتهم المتكبّرة في قواهم الخاصّة التي غالباً ما تقود إلى الخطأ؛ لكن دون هذه الثقة لن يعود الشعب قادراً سوى على العبودية؛ ولم يكونوا يشكّون في كونهم مدعوّين إلى تغيير المجتمع وإعادة إحياء الجنس البشري. وقد تحوّلت هذه المشاعر والأهواء نوعاً من ديانةٍ جديدةٍ لهم، تؤدّي إلى بعض النتائج الكبرى المشابهة لما أنتجته الديانات: تقتلعهم من الأنانية الفردية وتدفعهم إلى البطولة والتضحية لتجعلهم غير مبالين بهذه الساع الصغيرة التي تمتلكنا. درست التاريخ كثيراً، وأجرؤ على التأكيد أنّني لم أصادف ثورةً تميّزت لدى هذا العدد الكبير من الناس بوطنيةٍ أكثر صدقاً وبترفّعٍ وتعالي حقيقيين.

ألكسي دو توكفيل - النظام القديم والثورة 

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.