أحد الأسئلة الأولي التي يمكن أن نسألها، أنا أبحث قليلا فحسب... هو السؤال عن الاختلاف بين "من" و"ماذا".
هل
الحب هو حب شخص ما أو حب شئ ما؟ حسنًا، لنفترض أني أحب شخصاً ما، هل أحبه
لتفرده المطلق؟ أنا أحبك لأنك "أنت" أم أني احب صفاتك، جمالك، ذكائك؟ هل
المرء يحب شخص ما أم يحب شئ ما في شخص ما؟ الاختلاف بين "من" و"ماذا" في قلب
الحب يقسم القلب.
يقال أن الحب هو حركة للقلب، هل قلبي يتحرك لأنني
أحب شخص ما؟ والذي يكون هو متفرداً تفرداً مطلقاً أم أنني أحب الطريقة التي
يكون عليها شخص ما؟
عادة ما يبدأ الحب بنوع من الإغراء، فالمرء ينجذب عادة لأن الشخص الآخر هو كذا او كذا. عكسياً،
يحبط الحب ويموت عندما يدرك المرء أن الآخر لا يستحق حبنا، فالآخر ليس كذا
وكذا، لذا ففي موت الحب يبدو أن المرء يتوقف عن حب الآخر ليس من أجل شخصه
ولكن من أجل أنه ليس كذا وكذا.
هذا لأقول أن تاريخ الحب مقسم بين "من" و"ما". سؤال الوجود -لنعود الي الفلسفة مرة أخري– لأن أول سؤال
للفلسفة هو سؤال ما هو أن تكون؟ ما الوجود؟ السؤال عن الوجود نفسه مقسم
بين "من" و"ما"، هل الوجود شخص أم شئ .
أنا أتحدث عنه بشكل مجرد ولكني
أعتقد أنه أياً كان الشخص الذي يبدأ في أن يحب، وقع في الحب، يتوقف عن الحب هو
واقع في تلك القسمة بين "من" و"ما". المرء يريد أن يكون حقيقياً لشخص ما، أن
يكون متفرداً وغير قابل للإستبدال، ولكن المرء يدرك أن هذا الشخص ليس (أ) أو (ج)، لم يكن لديه الصفات، الخصائص أو الصور التي يعتقد أنه أحببها.
لذا فالإخلاص دائماً مهدد بالاختلاف بين "من" و"ما".
* Rene Magritte - The Lovers
* ترجمة: محمد سعد