11.13.2007

19


كولي كان حراً ، حراً إلى درجة خطرة . حراً أن يشعر بكلّ ما شعر به الخوف ، الذنب ، الخزي ، الحب ، الحزن ، الشفقة ، حراً أن ينام في المداخل ،أو بين الملاءات البيضاء لامرأة مغنية ، حراً أن يجد عملاً ، وحراً أن يتركه ، بإمكانه أن يذهب إلى السجن ولا يشعر أنه مسجون ، لأنه كان قد رأى لتّوه المكر في عيني سجانه ، حراً أن يقول " لا، اللعنة " ، ويبتسم لأنّه قتل ، لتوه ، ثلاثة رجال بيض ، حراً أن يتحمل إهانات امرأة ، لأن جسده قهر ، لتوه ، جسدها . حراً حتى بضربها على رأسها ، لأنه كان قد حضن ، لتوه ، ذلك الرأس بين ذراعيه ، حراً أن يكون لطيفاً معها حين تمرض ، أو أن يمسح لها الأرضية ، لأنها تعرف ما هي رجولته وأين تكمن ، حراً أن يغرق نفسه في عجز سخيف لأنه رقص لتوه رقصة السجناء وأقدامهم مقيدة بالسلاسل ، و قضى ثلاثين يوماً موثقاً بسلسلة واحدة مع مجموعة منهم ، وأخرج رصاصة من ربلة ساق امرأة . إنه حر في أن يعيش أوهامه ، وحرّ حتى أن يموت ، ولا يهمه كيف ومتى يكون ذلك ، في تلك الأيام ، كان كولي حراً حقاً . تركته أمه على كومة نفايات ، ورفضه أبوه من أجل لعبة قمار . لم يعد يوجد شيء يخسره . إنه وحيد مع قوة إدراكه و رغائبه وهما ، وحدهما ، اللذان يهمانه

توني موريسون - العين الأكثر زرقة

ليست هناك تعليقات: