لا أجد مانعاً من أن أصاب بالملاريا مقابل أن أتخلص من الأرق ؛ فليخترعوا شيئاً للنوم .. فأحدنا يصاب باليأس ، ويمص الليل مثل قطعة سكاكر لا تنتهي أبداً ، ويكون مجبراً على ابتلاعها ، لأنه ما إن يحل الظلام حتى يبدأ من لا ينام بالإحساس بالليل في فمه ، مثل شيء يحرقه ، ويجعل لعابه يسيل ، ويهزه ..**
مساحة بيوتكم أربعة أمتار ، ولبيوتهم أربعمئة متر من الحدائق وحدها . في بيوتكم هناك نقص في كل شيء ، وفي بيوتهم هناك فائض من كل شيء . نساؤكم يلبسن ملابس داخلية عادية ، ونساؤهم يرتدين حريراً شفافاً بنعومة أجنحة الفراشات . فلستم وحدكم من تعملون من أجلهم ، وإنما دود القز يعمل من أجلهم أيضاً !
**
أضاءوا أنوار النادي الأمريكي . وكان بيل يكاد لا يقدر على تحريك رموشه وهو مخمور تماماً قبالة الكأس الممتلئة دوماً . فأكبر إزعاج بالنسبة إليه هو رؤية الكأس فارغة ، ولهذا كانوا يملؤونها ، وحين تكون ممتلئة ، يُفرغها .
- إني أشربها ليس لأنني أحبها ، وليس لأنني بحاجة إليها ، وإنما لأنني معادٍ لرؤية كأس ممتلئة ... وحين يفرغها ، يقرع الكأس بعنف على الكونتوار ويصرخ بخفوت :
- أكثر ما أكرهه هو رؤية كأس فارغة . يجب ملؤها ..وحين تمتلئ ، ودون إضاعة الوقت ، يتلعثم بالكلمات مكرراً أن الكأس الممتلئة هي أكثر ما يزعجه في الدنيا ويشربها ، حتى صار الشراب يقطر من شفتيه وهو يشرب .
( الريح القوية 1950 - ميغل آنخل أستورياس )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق