12.04.2007

63




كلٌ من يعيش حياة العزلة ويرغب مع ذلك من حين لآخر في أن يرتبط بمكان ما، كلٌ من تفاجئه الرغبة حسب تغير الوقت والطقس وظروف العمل وما شابه في أن يري ذراعا يمكن أن يتشبث بها، لن يستطيع أن يدبر أموره طويلا دون أن تكون له نافذة مشرفة علي الشارع. وإذا كان مزاجه لا يمكٌِنه من اشتهاء أي شيء فلا يفعل إلا أن يذهب وهو منهك إلي عتبة نافذته، عيناه لا تكفان عن الانتقال بين الجمهور أمامه والسماء، رأسه مرفوع قليلا نحو الأعلى، غير راغب في النظر إلي الخارج فإن الجياد المارة تحت النافذة ستسحبه، في تلك اللحظة بالذات، نحو قافلة عرباتها وصخبها، وسينجرف في النهاية إلي التناغم البشري.

فرانز كافكا

ليست هناك تعليقات: