1.08.2008

85



حين سيهتف جميع الأحياء وجميع من كانوا أحياء قائلين ( أنت على حق يا رب وقد فهمنا طرقك!) سوف تعانق الأم عندئذ الجلاّد الذي أمر الكلاب بتمزيق ابنها وسوف يقول الثلاثة عندئذ من خلال دموع الحنان (أنت على حق يا رب)، ستنجلي عندئذ جميع الأسرار وسيكون ذلك اليوم تمجيد المعرفة. ولكن ذلك بعينه هو العقدة، لأنني لا أستطيع أن أقبل حلاً كهذا الحل. وأنا أسارع إلى اتخاذ إجراءات ما زلت في هذا العالم. قد يحدث يا أليوشا حين أشهد ذلك الانتصار النهائي للحقيقة أو حين أُبعث حيا لأشهد ذلك الانتصار أن أصيح مع الجميع إذ أرى الأم والجلاّد والطفل يتعانقون ويتصالحون (أنت على حق يا رب!) ولكنني لا أريد أن أفعل ذلك عندئذ، وأحرص على أن أحمي نفسي سلفاً من ذلك الاستسلام، ولهذا السبب تراني أتنازل تنازلا حاسما عن الانسجام الأعلى. إن هذا الانسجام لا يعادل في رأيي دمعة واحدة من دموع ذلك الطفل المعذّب حتى الموت (..) نعم ما من انسجام مقبل سيكفّر عن تلك الدموع ولا بدّ من التكفير عنها، وإلا فلا يمكن أن يقوم انسجام ..


الأخوة كارامازوف دوستويفسكي

ليست هناك تعليقات: