1.31.2008

96


لم أجلب قط ضرراً على أحد في حياتي . كانت لي الرغبة في ذلك . وبعد قليلٍ لم تبق فيِّ هذه الرغبة . فقد كنت أتممت رغبتي . في الحياة لا نحقق أبداً ما نريده . حتى ولو أفنيتَ بقتلٍ موفقٍِ أعداءك الخمسة فسيخلفون لك الانزعاجات . والأفظع هو أنها تأتي من أموات ومن الذين عانيت هذا الأذى كله لتميتهم . ثم أن في التنفيذ شيئاً لم يكن كاملاً ، بينما إني أقدر على طريقتي أن أقتلهم مرتين ، عشرين مرة و أكثر . كل مرة يقدم لي الرجل نفسه شدقه المقيت حتى أدخله في كتفيه حتى يلقى حتفه ، وبعد أن أنجز موته ويبرد الرجل ، أنهضه في الجلسة نفسها ، إذا أزعجتني بعض الجزيئات ، واقتله من جديد مع التبديلات اللازمة .ولهذا ، في الواقع كما يقال ، لا أوذي أحداً ، حتى ولا أعدائي . أحتفظ بهم مشهداً لي ، فادعوهم بالاهتمام والتجرد الواجب ( الذي بدونه لا فن ) وبالتأنيبات والتكريرات المناسبة إلى أن يصلحوا هم ذواتهم . وقليلون جداً هم الذين تشكوا مني إلا إذا كانوا أنوا يرتمون في طريقي بغلاظة . وحتى عند ذاك ...أن قلبي الذي يفرغ بأوقات معلومة من كل رداءة ينفتح للجودة حتى ومن الممكن أن يسلموني فتاة بعض ساعات . فبجون ريبٍ لن يحدث لها ما يسيئها . ومن يعلم ؟ فلربما أنها تغادرني آسفةً .



هنري ميشو - الحياة في الثنايا

ليست هناك تعليقات: