2.16.2008

104


الحقيقة أن الدنيا كانت تكفينا . فقد كانت تتفتح أمامنا مثل ذيل طاووس ، وتأتينا كل يوم بألف شيء مختلف ، واعده إيانا بألف شيء آخر أو بعشرة آلاف شيء آخر للمستقبل . ما الذي كانته الدنيا ؟ من المستحيل معرفة ذلك ، ولكنها على الأقل كانت تبدو فسيحة جداً ، غير محدودة في الزمان وفي المكان على السواء . هذا ما كنا نتخيله ، ولهذا كانت العناوين التي نكتبها على مغلفات الرسائل طويلة جداً . فلم يكن يكفينا أن نبين لساعي البريد ، على سبيل المثال ، اسم ابن عمنا ، والمدينة التي يعيش فيها ؛ وإنما كنا نوضح جيداً كذلك اسم المحافظة التي توجد فيها المدينة ، واسم الدولة التي توجد فيها المحافظة ، واسم القارة التي توجد فيها الدولة . ثم نكتب بعد ذلك ، في نهاية القائمة ، بحروف كبيرة كوكب الأرض ، حتى لا يخطئ ساعي البريد . . .
برناردو أتشاغا رواية أوباباكواك

ليست هناك تعليقات: