2.16.2008

106

Two Drunk Women, Puno, Peru - 1900-1925

" زوجتي مستغرقة في احتساء وِيسكيِّها، وظهرها إلى المدرج، كأنها تريد أن تصرف مقدَّماً أي زائر قد يدخل من بابٍ ما، باب خياليّ. زوجتي مجهزة بحاسّة عجيبة تسبر عمقَ سُكرها. مثل سمكة تظل على مستوى معاشها ونشاطها. هي تهبط إلى عمق معين ، لكنها لن تمضي أكثر ، تحت أي ظروف ، ولن ترضى بالإفاقة من جانب آخر. وقد ورثت هذه الحاسّة ، جهاز الأمان الذاتيّ هذا ، من أمها التي كانت كحولية . فإذا بلغتْ جدّاً معيّناً مقرراً من الطبقة الآمنة للسكر، اعتزمت النومَ وانسحبتْ ، بلا ضجة زائدة. وبما أنها لم تعانِ ، قطُّ ، من خُمارٍ ، فإن كل غدٍ يبدأ ببحث جديد عن ذريعةٍ تجعلها تعود أسرع ما يمكن إلى ذلك المستوى المعروف.أخبرتُها : " أنتِ مختلفة عن الكحوليين الآخرين ، في نقطة واحدة، في الأقل - أنتِ تستطيعين أن تقدِّري مبلغ سكركِ فتظلي في المستوى نفسه ، بإرادتكِ الحرة. وأعتقد خلال أسابيع قليلة ، أن رغبتك المفاجئة في الشرب سوف تمرُّ . عليكِ إلا تقرني رغبةً في الكحول عابرةً، بذكريات أمك ، محاوِلةً عَقْلنتهَا ، أو اعتبارها أمراً لا فكاك منه " .قلت هذا مراراً و تكراراً ، لكنها فعلتْ ما تفعله في الغالب : أبعدتْ كلَّ محاولاتي." الأمر على الضد تماماً . إن هذه القدرة على التحكم بالسكر، طواعيةً، هي التي تجعلني كحولية . وكان الأمر هو هو مع أمي . سبب توقفي حين أصل إلى درجة معينة ليس أني أتراجع عن إغراء المضيّ أكثر في السكر ، لكنه خوفي من الإنزلاق خارج الحالة البهيجة التي بلغتُها "


مقطع من رواية - الصرخة الصامتة

( للروائي الياباني kinzaburo )

ليست هناك تعليقات: