2.16.2008

113


" إن الدم يطالبُ بالدم ، إنه صدى للدم ، ظِلٌ له ، وفي الوقت نفسه بصمة من البصمات ، إن أيِّ مجرم لا ترضيه على الإطلاق جريمة واحدة ، أحيانا يشعر في الهواء الذي يتنفسه بأن رائحة الجريمة تفوح وهذا بإمكانه أنْ يرضيه ، يجعله يشعر بالارتواء . كلا، كلا ، ليس بالضرورة عليك أنْ تكون مجرماً ، ولكنْ غالباً لن يكون بمقدورك أن تستغني عن تلك النشوة المنغرسة في أعماق نفسك منذ زمن طويل ، وقد تتساءل : كيف يبدو مذاق الدم ؟ لن يجيبك أحدٌ ؛ فمذاق الدم يعود إلى تلك الانطباعات المقيدة كالغيرة مثل الأسرار المختبئة في فجوات جدار ، منْ الذي يجرؤ أنْ يتكلم عن مثالب هذه الأسرار حيث لا أحد متحررٌ منها، لا أحد بمقدوره أنْ يخمد هذا التعطش الدائم له . إن الإنسان يخشى الحقيقة ولا يحتمي في الكذب فقط بل في الهزل أيضا. من السهولة أنْ تسمم امرأة تتوسل إليك في طلب كوب من الماء أنها لا ينبغي أن تشرب من هذا الماء. آلامُ الآخرين ، إن الفزع المستمر الملازم هو دواء لمجرمي اللحم البشري . أولئك الذين في لحظة يضحكون أمام الإنسان وهم يلقون عليه بالأوامر، ليس من الصعوبة إنتاج قتلة؛ يكفي أنْ تقوم بتفريغ رؤوسهم . من الذاكرة لتصبح شاغرة بهواء التمنيات ، وبهواء التاريخ ، حيث يتذوق الإنسان ذلك كله بعفوية وتلقائية سرعان ما تنضج بنفسها في فترة قصيرة دون الاستعانة بالأحواض الزجاجية الدافئة وبدون أسمدة . إن ما جد إلينا قد ماتت ، لا أحد يعنيه هذا الأمر ، إنها على أية حالة لا تعيش . قتلها المترو في محطة " مانويل " ، أدار البعض من راكبي المترو رؤوسهم ولازمهم إحساس بالرغبة في " التخصيب " لتولد من خلالها ثلاثة أشقاء : فقدان القدرة على التذوق ، و الزيف ، والقرف . أنظر بدقة إلى الربقة الأخيرة من حياة هذه الذبابة ، من لحظة سقوطها في بقايا قاع فنجان القهوة حتى موتها؛ أذا كان بمقدورك تسجيل مختلف أصوات أنين هذه الذبابة ، سترى : إلى أيِّ مدى ترسم بأقدامها الضعيفة علامات " صينية " في قداس أسطوري غير قابل للفهم . . "


Camilo jose cela " عيد مولد المسيح "

ليست هناك تعليقات: