2.16.2008

120


حاسة النظافة لديها مرهفة للغاية . إن الأبدان القذرة تحاصرها بغابة صمغية . ليست القذارة البدينة وحدها، الوساخة في أكثر أشكالها غلظة، تلك التي تنبعث من الآباط والعانات، عفونة البول الخفيفة التي تفوح من العجوز، النيكوتين الذي ينساب من شبكة العروق والمسام من جسم الكهل، أكداس أرخص أنواع الطعام التي لا يمكن حصرها التي يتصاعد بخارها من المعدة ؛ ليست فقط النتانة الشمعية المنبعثة من فروه الرأس المتكلسة ، ومن قشرة الجرح/ ولا العفونة الواهنة – ولكن النفاذة بالنسبة للمتمرس – التي تفوح من جزيئات الغائط تحت أظافر الأصابع؛ مخلفات احتراق المواد الغذائية التي لا لون لها، تلك الملذات الرمادية الأديمية ، إذا كان للمرء أن يطلق عليها ملذات، التي يتناولها أولئك، كل ذلك يعذب حواس الشم لديها، مسام التذوق لديها – كلا، أسوأ شيء يعذبها هو كيف يتغلغلون في الآخر، كيف يسكنون داخله، كيف يستحوذون عليه بلا خجل . بل إن هناك من يتغلغل في أفكار الآخر، إلى أعمق أعماقه .


الفريده يلينك – عازفة البيانو

هناك تعليق واحد:

حاتم يقول...

في المفضلة يا ماجد
العودة مرارا لمثل هذا المكان تشحنني ، تذكرني بوجود أشياء كثيرة علي فعلها في هذا العمر البخيل

محبك ، مائي