8.23.2010

44


الحركة الشيوعية، بداهة، دون إله. وعلى كل حال، فلا يستطيع أن يأخذ على الشيوعية، وحدها، هذا الأمر سوى المسيحيين الذين لا يستطيعون رؤية العمود في عيونهم. أقول: المسيحيين. ولكن، أين هم بالضبط؟ لا أرى حولي سوى مسيحيين مزيفين، يعيشون تماماً كغير مؤمنين. إلا أن كون المرء مسيحياً يعني أن يعيش بطريقة أخرى، يعني اتباع درب المسيح، تقليد المسيح، يعني التجرد من المصالح الخاصة، من الرخاء والسلطة الشخصيين، الالتفات نحو الفقراء والمهانين، نحو الذين يعانون. أهذا ما كانت الكنائس تفعله؟ كان أبي عاملاً متعطلاً أبدياً، متواضعاً في إيمانه. يتوجه بوجهه إلى الله، ولكن الكنيسة لم تلتفت إليه أبداً. ظل مهجوراً وسط أشباهه، مهجوراً داخل الكنيسة، وحيداً مع الله حتى مرضه وموته.

لم تفهم الكنائس أن الحركة العمالية كانت صعود المهانين والمعذبين الجائعين إلى العدالة. لم تكن تهتم بأن تقيم، معهم ومن أجلهم، ملكوت الله على الأرض. لقد تحالفت مع ممارسي الاضطهاد، وهكذا انتزعت من الله الحركة العمالية. وهاهي تدعي لومها على كونها دون إله؟ يا لها من فريسية! من المؤكد أن الحركة الاشتراكية ملحدة، ولكني أرى، من جهتي، في ذلك لوماً إلهياً موجهاً إلينا، لوماً على قصور قلبنا حيال البؤساء والمعذبين.

ماذا ينبغي أن أفعل في هذا الصدد؟ أأخاف من تناقص أعداد المؤمنين؟ أيصيبني الذعر من كون المدارس تعلم الأطفال فكراً معادياً للدين؟ كلا. الدين الحقيقي لا يحتاج مطلقاً إلى جمائل القوة الزمنية، وليس لسوء النية الزمنية من أثر خلاف تقوية الإيمان.

أم هل يجب أن أقاتل الاشتراكية لأنها، بسبب خطأ منا، ملحدة؟ لا أستطيع إلا أن أرثي لهذه الخطيئة المأساوية التي أبعدت الاشتراكية عن الله. لا أستطيع أن أوضحها وأعمل على إصلاحها.

ميلان كونديرا - المزحة


Diego Rivera making a speech to the Mexican Communist Party, 1956.

هناك تعليق واحد:

misha و lado يقول...

all the religious people have hell in thier heads