11.18.2010

54


الأمر يصعب على التصديق للوهلة الأولى، ولكنه الحق بعينه. هم دوماً أربعة أو خمسة يُبقون الطاغية في مكانه، أربعة أو خمسة يشدّون له البلد كله إلى مقود العبودية، في كل عهد كان هناك أربعة أو خمسة تصيخ إليهم أذن الطاغية، يتقرّبون منه أو يقرّبهم إليه ليكونوا شركاء جرائمه وخلّان ملذّاته وقُوّاد شهواته ومُقاسميه فيما نَهَب. هؤلاء الستة يدرّبون رئيسهم على القسوة نحو المجتمع، لا بشروره وحدها، بل بشروره وشرورهم. هؤلاء الستة ينتفع في كَنَفِهِم ستمائة يُفسدهم الستة مثلما أفسدوا الطاغية، ثم هؤلاء الستمائة يُذيّلهم ستة آلاف تابع، يوكلون إليهم مناصب الدولة ويهبونهم إما حكم الأقاليم وإما التصرّف في الأموال ليشرفوا على بخلهم وقساوتهم وليطيحوا بهم متى شاءوا تاركين إيّاهم يرتكبون من السيئات ما لا يجعل لهم بقاء إلا في ظلّهم ولا بعداً عن طائلة القوانين و عقوباتها إلا عن طريقهم. ما أطول سلسلة الأتباع بعد ذلك! إنّ من أراد التسلّى بأن يتقصّى هذه الشبكة وَسِعَهُ أن يَرَى لا ستة آلاف ولا مائة ألف، بل أن يَرَى الملايين يربطهم بالطاغية هذا الحبْل.

 إيتين دي لابويسيه

ليست هناك تعليقات: