من ثمة العبارة الرائعة لـ"وودي ألان": كم سأكون سعيدا لو كنت سعيدا!" إنه ليس سعيدا قط ولا يستطيع أن يكون كذلك، مادام مايزال يأمل أن يكون سعيدا، وهذا شأن الحياة بالنسبة لنا جميعا. فنحن على حد تعبير باسكال، "لا نحيا أبدا، بل نأمل أن نحيا…" ويضيف "إننا لن نغدو سعداء أبدا طالما بقينا نروم دائما بلوغ السعادة. " لا أريد أن أتحدث طويلا عن هذا الموضوع: لقد تكلمت عنه صفحات بأكملها، لكني أود فقط أن أضيف بأننا بالعكس لا نكون سعداء إلا أثناء لحظات الرضا، حيث لا نأمل في أي شيء؛ وبأننا لا نكون سعداء إلا بقدر ما نستطيع أن نتحمله من يأس! أكيد، لأن السعادة هي على الدوام غايتنا بطبيعة الحال، مما يفيد أيضا بأننا لن نلوذ بها إلا إذا تخلينا عنها. هذا ما أكدته منذ البداية، أقصد انطلاقا من مقدمة قصة إيكار: فالخلاص إما أن يكون ميئوسا منه أو لا يكون. لأن الحياة مُحْبٍطَةٌ على الدوام ونحن بالتالي لا نتخلص من الإحباط إلا بتحررنا من الأمل؛ ولأن أحلامنا لا تفتأ تحول دون بلوغنا السعادة في سياق مطاردتنا لها ولأن رغباتنا يصعب إشباعها، أو يصعب عليها حتى ولئن أُشْبٍعَتْ أن تُشْبٍعَنَا. لأن الله وحده يستطيع أن يخلصنا، لكن ما من ثمة إله وما من خلاص. لأننا كائنات منذورة للموت والألم. ولأننا نخاف على أبنائنا. ولأننا لا نعرف أن نحب دونما ارتعاش… وهذا هو أكبر درس يلقننا إياه بوذا: إن الحياة كلها ألم ليس بمقدورنا أن نتخلص منه، إلا إذا تخلصنا أولا من آمالنا.
أندريه كومت سبونفيل - الحب والوحدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق