11.13.2007

32


امرأة مكتملة ، تفاحة لاحمة ، قمر شهواني ،رائحة عشب بحري زخمة ، طين وضوء في حفلة مساخر ،أي وضوح سرّي يتكشف بين عموديك ؟ أي ليل غابر يلمسه المرء بحواسّه ؟ آه ، الحب ارتحال في الماء والنجوم ،في الهواء الغريق وعواصف الطحين ؛الحب صليل بروق ،جسدان مقهوران بعسل واحد .قبلةٌ قبلة أرتاد أبديتك الصغيرة ،تخومك ، أنهارك ، قراك الململمة،فيما نار أعضائك الحميمة – المتحولة ، اللذيذة – تزلق عبر مسارب الدم الضيقة إلى أن تنصبّ ، عجلى ، مثل قرنفلة ليلية ، وتكون : ولا يبقى ، في العتمة ، فير ومضة ضوء .نحتّ فمك، نحتّ صوتك ، وشعرك ،صامتاً جائعاً أجوس عبر الطرقات .الخبز لا يسدّ جوعي ، الفجر يمزقني ، أقضي نهاري .متتبعاً وقع خطاك المسائية .أجوع إلى ضحكتك الملساء ،إلى يديكِ اللتين بلون غلالٍ شرسة ،أجوع إلى الشحوب الحجري لأظافركِ ،أودّ لو آكل جلدكِ مثل لوزة ناضجة .أود لو آكل شعاع الشمس المتوهج في جسدك البديع ،لو آكل أنفكِ الملوكي في وجهكِ المتكبّر ،أود لو آكل الظل المتلاشي على رموشكِ .
***
أنا لا أحبك كما لو كنت وردة ملح ، أو حجر توباز ، أو سهماً من القرنفل أطلقته النار .أحبك كما تُحَبُّ سراً تلك الأشياء الغامضة الممتدة بين الظلال والروح .أحبك كتلك النبتة التي ما أزهرت قطولكنها تحمل في داخلها ضوء أزهارها المحتجبة .شكراً لما يفوح به حبك من عبقٍ صُلب يصّاعد من الأرض ، ويحيا غامقاً في جسدي .أحبك من دون أن أدري كيف ، أو متى ، أو من أين .أحبك هكذا مباشرة ، بلا تعقيدات أو كبرياء ؛وأحبك لأني لا أعرف أسلوباً آخر.
( بابلو نيرودا - عارية ، زرقاء ،كليلة في كوبا )

ليست هناك تعليقات: