1.22.2008

94


الإنسان بطريقة ما ، يقول الدكتور دا باركا ، ليس ثمرة الكمال ، وإنما هو ثمرة علة مرضية . فقد كان على الكائن المتحول الذي انحدرنا منه أن ينتصب على ساقيه لسبب مرضي . و وجد نفسه في حالة دونية واضحة بالمقارنة مع أسلافه ذو الأربع . ولن نتحدث عن فقدان الذيل والشّعر . لقد كانت كارثة من الوجهة البيولوجية . أنا أعتقد بأن من أبتدع الضحك هو الشمبانزي عندما وجد نفسه للمرة الأولى في ذلك المشهد كإنسان منتصب . تصوروا . كائن منتصب ، دون ذيل وشبه منتوف . أنه مشهد مؤثر . يموت من الضحك .
وقال الرسام : أنا أُفضل أدبية الكتاب المقدس على تطور الأنواع . فالكتاب المقدس هو أفضل سيناريو وُجد حتى الآن لفيلم هذا العالم .
لا . أفضل سيناريو هو ذاك الذي نتجاهله . القصيدة السرية للخلية ، أيها السادة !
(...)
هل صحيح يا دكتور دا باركا أنك قلت في محاضرة إن الإنسان يحن إلى الذيل ؟
ضحك الجميع ، بدءاً من المستجوب الذي جاراه : أجل . وقلتُ كذلك إن الروح موجودة في الغدة الدرقية ! ولكن بما أننا في هذا الأمر فسوف أخبركم بشيء . إننا نعاين في العيادات حالات إغماء و دوار تحدث عندما ينهض الإنسان واقفاً فجأة ، إنها آثار متبقية من الخلل الوظيفي الذي اقتضاه اتخاذ الوضع العمودي . ما يعانيه الإنسان حقاً هو الحنين إلى الأفقية . أما بالنسبة إلى الذيل ، فلنقل إن عدم امتلاك الإنسان له ، أو امتلاكه مبتوراً ، هو حالة شذوذ ، نوع من القصور البيولوجي . فهذا الغياب للذيل يجب ألا يكون عاملاً ضئيل الشأن في تفسير أصل اللغة الشفوية .ما لا أفهمه ، قال الرسام مستمتعاً ، هو كيف يمكن لك ، وأنت المادي ، أن تؤمن بالفرقة المقدسة .
لحظة واحدة ! أنا لست مادياً . سيكون ذلك ابتذالاً من جانبي ، و إهانة للمادة التي تفعل الكثير لتخرج من ذاتها كيلا تمل . أنا أؤمن بواقع ذكي ، بجو يمكن القول أنه فوق طبيعي . فالكائن المتحول المنتصب على سطح الأرض منح القهقهة للشمبانزي. فعرف السخرية . كان يعرف أنه مختّل ، غير طبيعي . ولهذا السبب كانت لديه غريزة الموت . كان حيواناً ونبتة في الوقت ذاته . له وليس له جذور . من هذا الاختلال ، من هذا الشذوذ ، برزت المشكلة الكبرى . طبيعة ثانية . واقع آخر . وهذا هو ما كان يسميه الدكتور " نوفوا سانتوس " الواقع الذكي .


مانويل ريفاس - قلم النجار

ليست هناك تعليقات: